سن الثلاثين مفترق طرق، فكيف نحضّر خلاله لحياتنا في الخمسين؟

عندما نصبح في سن الثلاثين، نكون قد اكتفينا من حياة المراهقة و متعة استكشاف الأشياء للمرة الأولى، و نصبح أكثر ميلاً للتفكير بحياتنا المستقبلية و الغد. فسن الثلاثين يعني القطيعة مع حياة اللهو الصبيانية و وداعاً لمرحلة المراهقة و انعدام المسؤولية.. بعد هذا السن يتغير الكثير في حياتنا، تتغير نظرتنا إلى الحياة و إلى مفهوم الوجود، و نصبح أكثر بحثاً عن معنى حقيقي نتلمس من خلاله علاقتنا بأنفسنا و محيطنا و الكون بأسره.. إذن سن الثلاثين هو مفترق طريق في حياتنا، و لذلك ثمة العديد من الأمور التي يجب القيام بها خلال هذا العمر، لنضمن لأنفسنا حياة جيدة عندما نبلغ الخمسين. فما هي؟
– الامتناع عن التدخين: التدخين ممارسة تكاد تدخل في يوميات المراهقين. منهم من يتعلق بها و منهم من يجرّبها لبعض الوقت و يمتنع عنها طواعية. عندما نصبح في الثلاثين، نصبح أكثر وعياً و إدراكاً للمخاطر الصحية التي تحدق بحياتنا، كما نفقد تلك الطاقة الجبارة التي كانت تسعفنا دوماً خلال سنوات المراهقة. و لذلك، فإن الثلاثين هو العمر المناسب لاتخاذ القرار بالامتناع كلياً عن التدخين.
– الامتناع عن تناول المأكولات السريعة: أتذكر دوماً أنني عندما كنت في العشرينيات في عمري، كنت أميل دوماً لتناول الطعام في الخارج و أختار السندويشات الجاهزة و المأكولات السريعة، لأنني كنت أجدها لذيذة الطعم و غنية جداً بالنكهات الغريب. و لكن منذ أن تركت منزل الأسرة و أصبحت أعيش وحيدة، أصبحت أشتاق لطعام والدتي و أدركت الفرق الشاسع ما بين المأكولات السريعة و تلك التي تُعدّ في المنزل. فالمأكولات الرسريعة عادة ما تكون غنية بالدهون المشبعة و النكهات الصناعية، و يتم إعدادها عن طريق القلي في الغالب من الأحيان. و إذا ما أخذنا أيضاً بعين الاعتبار أننا لا نعرف تماماً كيفية تحضيرها و ما هي المواد التي تدخل فيها، ندرك مدى فظاعة ما نعرّض له أجسامنا من مخاطر. فخلايانا تتكون من الطعام الذي نستهلكه، وإذا كان هذا الطعام سيئاً، فإن ذلك يؤثر بشكل مباشر في أفكارنا و أسلوب حياتنا و سلامة أجسادنا..
– ممارسة الرياضة: بعد سن الثلاثين، تفقد أجسامنا الكثير من لياقتها و رشاقتها، و لذلك فهو يُعتبر العمر المثالي لاتباع روتين حركي رياضي، يمدّ أجسامنا بالكثير من القوة و الطاقة، و يجنبّنا الكثير من الأمراض، و يطيل عمر عضلاتنا، و يسعفنا كثيراً في وقت لاحق من حياتنا.
– الشعور بالرضا: في سن المراهقة نشعر بأننا نريد كل شيء و لا نكتفي أبداً، في سن العشرين نسعى لامتلاك كل شيء و تحقيق كل نحلم به، أما في سن الثلاثين، فلا بد أن نستكين و نقدّر ما نحن عليه و نشعر بالامتنان للحياة وما وهبتنا إياه.
– السعي وراء الأحلام: أن نشعر بالرضا حيال كل ما نملكه وما نحن عليه، لا يعني بالطبع الاستسلام أو عدم التمتع برغبة في مواصلة السعي وراء أحلامنا. وسن الثلاثين هو السن الأنسب لتحقيق هذه الأحلام، فبعد الثلاثين تتراجع الهمة و تقلّ فرص الحياة.
– الاستمتاع بالنوم: عندما نكون أطفالاً، نهرب عادة من النوم إلى اللعب واللهو، وفي سن المراهقة، نسعى لاستكشاف الحياة في كل لحظة، وفي العشرين نصل الليل بالنهار رغبة منا باختبار الحياة بكل أبعادها، لكن في الثلاثين يطيب النوم و الاستمتاع به، لاسيما أن للنوم فوائد صحية كثيرة، مثل تجديد طاقة الجسم و السماح لمختلف أعضائنا بأن تستريح وتعمل بشكل سليم.
– القراءة: إنه العمر المثالي لتثقيف النفس و الاطلاع على مختلف الثقافات و الحضارات و النظريات الفلسفية. إنه العمر المثالي للغوص عميقاً في الذات و استكشاف الهوية الحقيقية من خلال توسيع مداركنا بفضل القراءة و التعرّف على خفايا العالم الذي نعيش فيه.
– التأمل: استكشاف الذات لا يتم بالسهولة التي يتخيلها البعض.. بل بتطلّب جهد وسعي حثيثين مترافقين مع التأمل الذي يُعتبر الخطوة الأولى في الرحلة الداخلية.
– تجنب الاشخاص الذين لا يعاملوننا بطريقة جيدة: من المهم جداً أن نبني حياتا اجتماعية ناجحة، و الأهم أن نختار الأشخاص الذين سيرافقوننا سنوات طويلة.