شبابيك الروح

حكايتنا اليوم عن زوجين شابين سكنا داراً جديدة جميلة ..
في أول يوم شاهدت الفتاة جارتها تنشر الغسيل بالهواء العليل ..
نظرت الفتاة للغسيل وقالت لزوجها : هذا الغسيل غير نظيف يا نبيل .. جارتنا لا تعرف أصول الغسيل .. ربما تحتاج لصابون أصيل أو مسحوق بديل …
نظر نبيل للغسيل دون تعليق أو تعليل ..
استمر الحال كلما نشرت الجارة الغسيل تنشر الفتاة طول وعرض الغسيل ..
بعد مرور شهر تفاجأت الفتاة بصف طويل من الثياب النظيفة اللطيفة على حبل الغسيل ..
نادت زوجها قائلة : أخيراً تعلمت جارتنا فن الغسيل .. ترى من علمها هذا يا نبيل ..!!!
رد نبيل : اليوم صحوت من النوم .. نظفت الشبابيك حواليك وأمام عينيك ..
هكذا نحيا الحياة .. كل ما نراه في الآخرين هو ما نراه في أنفسنا .. الآخر مرآة لنا .. مرآة لنفسنا وقلبنا وروحنا ..
إذا كانت شبابيك فكرنا صافية صامتة ساكنة نرى الأشياء كما هي الآن وهنا .. نراها بعين الله لا بعين عبد الله ..
تصبح عيوننا مرآتنا .. العين مرآة المؤمن .. مرآة تعكس كل شيء انعكاساً صادقاً غير معكوس ولا مدروس ..
انعكاساً لا من الفكر برأسنا بل من الذكر بقلبنا ..
مجرد شاهد يشهد الشهادة منا وإلينا ..