سبع خطوات بسيطة حتى تستعيد مقاماتنا توازنها وتناغمها

جميعنا ننشد السعادة والفرح والرضا الشامل الكامل المتكامل لكن لا يمكننا تحقيق هذا إلا عندما تكون جميع مقاماتنا مفتوحة نابضة بالطاقة والحياة.. مشعة بالتوازن والتناغم والانسجام..
تعرفنا على المقامات وهي مراكز الطاقة المتدفقة في جسمنا الأثيري من أسفل عمودنا الفقري وحتى أعلى رأسنا.. هي دواليب من نور تلف وتطوف.. سبعة أطياف وألطاف لكل منها لونها وسرّها وعطرها ودورها.. تحدد هذه المقامات حالتنا الجسدية والعاطفية والفكرية والروحية.. ابتداء من صحة جسدنا وطريقة تعاملنا مع أنفسنا والآخرين والعالم من حولنا وعلاقتنا بالمال وكيفية اتخاذنا لقراراتنا.. وانتهاء بنمونا الروحي ومعرفتنا لأسرارنا وأنوارنا.. تؤثر هذه الطاقة المتركزة في مقاماتنا تأثيراً عميقاً بحالتنا وصحتنا وحياتنا لهذا من المهم أن نعرف كيف نحافظ على مقاماتنا بحالة صحية طبيعية متوازنة متناغمة..
هذه سبع خطوات بسيطة تساعدنا لتستعيد مقاماتنا توازنها وتناغمها
1 . التواصل مع أمنا الأرض
مقامنا الأول مقام الجذور وهو المسؤول عن حالتنا وصحتنا الجسدية والنفسية.. هنا مصدر طاقتنا وقوتنا أمام كل الاختبارات والتحديات التي نواجهها.. هنا في هذا المقام وبهذه الجذور نتجذر برحم أمنا الأرض وبجسدنا ووجودنا أيضاَ.. يمكننا زيادة اتصالنا وتواصلنا مع أمنا الأرض بالاستمتاع بالمشي حفاة القدمين على العشب أو الرمل أو بغمر الأشجار واحتضانها بحب وحنان.. أو بالمسير في الغابات والأحراج أو بزيارة الحدائق والمنتزهات.. ليس من الضروري أن نعيش بالجبال حتى نستمتع بتوحدنا مع أمنا الأرض.. حالما يتعزز تواصلنا ووصالنا معها نعيش الحضور والنور الآن وهنا بأمن وأمان واطمئنان.. وهذا الحال والوصال ضروري جداً لصحتنا وتوازننا.. يمكننا أن نخصص قليلاً من وقتنا كل يوم لنتحد مع أمنا الأرض وسيقوى مقامنا الأول تلقائياً عفوياً..
2 . الاسترخاء بالماء
مقامنا الثاني مقام صلة الأرحام.. هنا مركز الموت والولادة.. مركز عواطفنا وانفعالاتنا وشهواتنا وأحاسيسنا.. في هذا المركز يتمركز نشاطنا الجنسي وطفلنا الداخلي.. يحدد هذا المقام كيفية تواصلنا مع الجماعة وما هي الحدود الداخلية والخارجية التي نضعها.. وكيفية اختبارنا للمتعة والبهجة.. أهم مشكلة ترتبط بهذا المقام هي الإدمان.. الإدمان على الكحول أو المخدرات أو المهدئات أو يمكن أن يكون الإدمان أيضاً على الطعام أو الجنس أو التدخين أو التمرين.. كوسيلة لتخدير أنفسنا والهروب من مواجهة عواطفنا وانفعالاتنا.. عندما يختل توازن هذا المقام نعاني من اضطرابات ومشاكل جسدية تجعلنا نشعر بالخجل والوجل كالمشاكل الصحية الجنسية.. أفضل طريقة لنعالج هذا الخجل في مقام صلة الأرحام هي بالعودة لرحم الأم.. بالاسترخاء بمغطس من الماء الدافئ مع نصف كغ ملح بحري ونصف كغ بيكربونات الصوديوم.. لثلث ساعة على الأقل ونتخيل كيف يذوب هذا الخجل والذنب والعيب بالماء لنستعيد طبيعتنا الفطرية الحقيقية النقية.. فالماء شفاء ودواء.. يمكننا الاستمتاع والاسترخاء بهذا المغطس بشكل منتظم حتى يستعيد مقامنا الثاني توازنه وتناغمه.. كذلك يمكننا تعزيز هذا المقام بالتأمل الحركي الدايناميك ” Dynamic meditation ” الذي يساعدنا على تحرير انفعالاتنا بطريقة واعية لنكون أكثر سلاماً وصفاءً وهناءً..
3 . الحركة والنشاط
مقامنا الثالث الضفيرة الشمسية هو مركز قوة إرادتنا وشدة عزيمتنا واحترامنا لأنفسنا.. هنا يتمركز جسمنا العقلي.. وهنا أيضاً لعبة الأنا والشخصية والاستقلالية.. بالإرادة القوية نعرف أهدافنا وغاياتنا ونوايانا.. عندما يكون مقامنا الثالث قوياً متوازناً يمنحنا الإرادة والقدرة على العمل والفعل ومواصلة ما بدأنا به من مهمات.. ومواجهة التحديات والعقبات دون خوف أو وجل.. يمكننا تحقيق التوازن والتناغم في هذا المقام بالحركة والنشاط بالهواء الطلق تحت أشعة الشمس في الصباح الباكر أو قبل غروب الشمس بقليل.. لا داعي للقلق والانفعال إذا كنا قليلي الصبر أو سريعي الغضب يمكننا القيام ببعض الحركات الرياضية البسيطة التي تنشط جسدنا وتشحن طاقتنا وتعزز وعينا وتزيد انتباهنا مثل المشي والسباحة واليوغا والتاي تشي..
4 . محبة أصدقائنا الحيوانات
مقامنا الرابع مقام القلب.. هنا الوصل والتواصل بين المقامات الأدنى والأعلى.. بين قوة المقامات السفلية وحكمة المقامات العلوية.. هنا يتوحد المادي بالروحي.. الأرضي بالسماوي.. الدين بالدنيا.. لنكون أكثر محبة ورحمة وحكمة.. عندما يكون مقام القلب غير متوازن نصبح عبيداً مستعبدين للعواطف والانفعالات.. لكن عندما ينبض مقام القلب بنغم التناغم نعيش الحب اللامحدود اللامشروط لأنفسنا وللأصدقاء والغرباء والأحياء.. ولكل الكون والأكوان والمكون الساكن فينا ومعنا وحوالينا.. من أفضل الطرق لنعزز مقام القلب هو الاستمتاع بمنح واستلام الحب مع الحيوانات.. أصدقاؤنا الحيوانات تحبنا حباً بلا حدود ولا قيود.. تعلمنا الحب والحنان من جديد بأسلوب جميل فريد.. يمكننا تربية كلب أو قطة لنعزز ونغذي مقام القلب ولنغير حياة هذا الحيوان اللطيف إلى الأبد بشكل إيجابي عفوي.. إذا لم يكن لدينا المكان أو الوقت الكافي لنربي حيواناً أليفاً في بيتنا يمكننا الذهاب لملجأ الحيوانات المشردة أو زيارة الحيوانات اللطيفة الجميلة لأصدقائنا لنتشارك معها بعض الحب والحنو من القلب للقلب..
5 . التعبير عن أنفسنا
مقامنا الخامس مقام النطق والإبداع.. هنا نعبر عن أنفسنا ونوايانا وخياراتنا.. لهذا من المهم أن نستخدم صوتنا ونعبّر عما بداخلنا حتى نطهر نفسنا الأمارة بالسوء ونعيش في مقامات وحالات أعلى وأسمى وأصفى.. يمكننا إعادة التوازن لمقامنا الخامس بالتعبير عن أنفسنا بشكل أكثر وضوحاً وصدقاً وعمقاً.. وباكتشاف مواهبنا وإبداعنا.. بالإبداع نعبّر عن أحاسيسنا ومشاعرنا وعواطفنا الحقيقية الأصلية الأصيلة.. لنستمتع بقراءة الأشعار والكتب التي نحبها بصوت عالٍ.. أو بكتابة شيء ما من قلبنا ثم قراءته من جديد.. أو بغناء أغنية نحبها في الحمام تحت الدوش أو في سيارتنا أو أثناء نزهتنا.. عندما يستعيد مقامنا الخامس توازنه وتناغمه نستطيع أن نعيش دورنا ونحيا نورنا ونحقق أحلامنا وغاياتنا.. حتى نصبح ناياً فارغاً صافياً يعزف الله من خلالنا ألحان الوجود والخلود..
6 . تقوية بصيرتنا
مقامنا السادس هو العين الثالثة.. عين البصيرة هنا مركز الذكاء الأعلى والأسمى.. مركز الحدس والتخاطر والبصيرة والرؤية الصافية السامية.. هنا نعرف من نحن ولماذا نحن هنا.. نعرف دربنا وسرّنا ونورنا.. من عرف نفسه عرف ربه.. يمكننا تعزيز هذا المقام بالتخلص من فوضى أفكارنا من ضجيجها وطنينها الذي بلا جدوى ولا معنى.. حتى نبصر نور الحق والحقيقة.. الحل الوحيد الأكيد بالتأمل.. تأمل ساعة خير من عبادة سبعين عاماً.. بالتأمل نتخلص من المعتقدات القديمة والأحكام التقليدية والأفكار الوهمية التي تمنع نمونا وسمونا.. نتخلص من القشور لنصل للعطور والنور.. عندما يتوازن مقامنا السادس تفتح لنا أبواب الحكمة والبصيرة لنبصر الأسرار الكونية النورانية.. ونعيش الشهادة للصدق والحق والحقيقة الأبدية الأزلية..
7 . التقرب من الله
مقامنا السابع هو مقام القرب من الله.. هنا يتصل العابد بالمعبود والعاشق بالمعشوق.. هنا نتواصل بنورنا الأبدي الأزلي.. بالكون والأكوان والمكون.. ليشع وعينا وينير عرفاننا ويسمو يقيننا.. ونعيش الوعي الكوني الكلي الكامل الشامل.. ببصيرة أصفى وأنقى وأقوى.. عندما يفتح مقام القرب من الرب نتجاوز حدود الجسم والفكر والقلب.. نخترق دون أن نحترق عالم الثنائية الفانية إلى عالم الأحدية الباقية الواحدة الموحدة.. من المحدود إلى اللامحدود ومن المعلوم إلى اللامعلوم.. لنفنى في الحي القيوم ويموت العابد في المعبود.. ويذوب نورنا في نوره ووجودنا في وجوده.. ولا يبقى إلاه الواحد الأحد الصمد.. يمكننا تعزيز هذا المقام بالتأمل والتفكر والتذكر.. بالصلاة والصوم والصمت والتواصل مع الطبيعة.. بالإصغاء لصوتنا الداخلي ونورنا الأزلي.. بالاستماع لهذه الإشارات الكونية النورانية التي تحمل لنا البشارات الأبدية الأزلية السرمدية.. وتفتح لنا بوابات النور والعبور للبيت المعمور..
مقاماتنا فيض نوراني موصول متواصل في كيان واحد كامل متكامل.. عندما نمنح أنفسنا بعض الوقت ونتأمل بوجودنا وخلودنا نطهر أنفسنا من صدماتنا النفسية وآلامنا الجسدية.. ونتحرر من أفكارنا الفانية وعقدنا البالية لتتدفق الطاقة بحرّية وعفوية ونستعيد توازننا وتناغمنا جسدياً ونفسياً وروحياً..