تسع نصائح روحية حتى نطور إبداعنا

الإبداع فيض حب نابع من القلب.. إشعاع من قلب المحب إلى المحبوب وانعكاس لعشق العاشق للمعشوق.. دعوة من الله للتواصل بالأصول والوجود بلا حدود ولا قيود..
يشع الإبداع عندما نعشق الكون بفرح واستمتاع.. عندما نحب الحياة البديعة ومبدعها.. عندما يكون لدينا العطش والشوق لنجعل الحياة أفضل حالاً وأكثر جمالاً وأروع احتفالاً..
كل عمل يمكن أن يكون إبداعاً وعبادةً وتأملاً عندما نقوم به من قلبنا وروحنا ووجداننا.. ليس مهماً نوعية العمل الذي نقوم به بل كيفية قيامنا به بشهادة ومشاركة ومباركة بين العابد والمعبود..
يمكننا أن نغذي إبداعنا ونقويه بالصبر والحب والتجارب.. بإعطائه الوقت الكافي الوافي حتى نتواصل مع ينبوع الإبداع الأبدي الأزلي الساكن في سكينة قلبنا ووجداننا..
هذه تسع نصائح تساعدنا لنبحر في محيط الإبداع الأصلي الأصيل بعيداً عن الارتباك والاضطراب والعذاب..
1 . الإبداع والأنا لا يلتقيان أبداً
الإبداع هو الفرح والاستمتاع بما نعمله لمجرد المشاركة والشكر والامتنان للرحمن.. لوجه الله وليس لأي هدف أو غاية.. إذا كان إبداعنا طلباً للشهرة وحباً بالظهور فهو ليس سوى الأنا والغرور.. ليس إبداعاً بل قناعاً وخداعاً نخدع به أنفسنا.. الإبداع الحقيقي عندما نذوب في محراب القلب والحب ولا يبقى في الوجود إلا المعبود الذي يبدع من خلالنا.. عندما يختفي الراقص ولا تبقى سوى الرقصة.. عندما يفنى المغني ولا تبقى سوى الأغنية.. أغنية الأبد والمدد..
2 . ليكن إبداعنا صوت الحقيقة لمن لا صوت لهم
الإبداع النابع من القلب عبادة وصلاة ووصال يصلنا بالكون والأكوان والمكون ليصبح إبداعنا رسالة حقيقية لخدمة الإنسان وكل كيان.. وصورة صادقة للعالم من حولنا نعبّر به عن آلام البشر والشجر والحجر..
3 . قراءة أكثر وتليفزيون أقل
لنخصص وقتاً أطول نستمتع فيه بقراءة الكتب ووقتاً أقل لمتابعة التليفزيون.. لأن التليفزيون هو أكثر وسيلة تفسد حياتنا وتضيع وقتنا وتبعدنا عن أنفسنا.. لنضيع في قصص الآخرين الوهمية الخيالية وننسى ذاتنا ودورنا ونورنا.. عندما نتذكر أن الوقت الذي يمضي لا يعود أبداً ننتبه أكثر ولا نهدر وقتنا وحياتنا في مشاهدة سخافات وتفاهات بلا معنى ولا مغزى..
4 . الابتعاد عن قراءة وكتابة الأشياء السلبية
بدلاً من إضاعة وقتنا بالكلام والأحكام والإشاعات والسلبيات لنساعد غيرنا من الفنانين وندعمهم في تجاربهم الحقيقية الصادقة.. وبدلاً من مقارنة أنفسنا بالآخرين وكتابة الأشياء المؤذية المشحونة بالكراهية والحرب والغضب على صفحات التواصل الاجتماعي لنشعل شمعة صغيرة بوسط الظلام.. لنتشارك بالبسمة والضحكة مع أي محتاج.. مجرد كلمة أو بسمة حب صغيرة يمكن أن تكون هدية كبيرة تغير حياة أي إنسان..
5 . تحديد هدفنا في الحياة
عندما نحب أنفسنا ونقبلها ونتعرف عليها نستطيع أن نحدد بوضوح أهدافنا في الحياة.. لكن عندما تكون أهدافنا مبهمة ونوايانا غامضة وغاياتنا مجهولة لن يستجيب الكون لمطالبنا.. وسواء كنا نحلم أن نصبح كتّاباً أو رسامين أو مخرجين المهم أن نؤمن بموهبتنا ونثق بقدراتنا حتى نستطيع تحقيق أهدافنا في الحياة..
6 . تقديس عطشنا وشوقنا الإلهي للإبداع
عندما ننتقل من فكرنا إلى قلبنا.. من عالم الأفكار والأخبار إلى عالم الأسرار والأنوار تصبح حياتنا فيضاً إلهياً أزلياً.. لنعرف أن كل شيء في هذه الحياة مقدس مبارك.. نور من نور من الأبد وإلى الأزل.. نصبح أكثر شجاعة في مواجهة تحديات الحياة وأكثر شكراً وامتناناً لنعم الله علينا التي لا تعد ولا تحصى.. لنتناغم مع النغم الإلهي النابض فينا ومعنا الآن وفي كل آن ونكون حقاً خليفة الله في الكون والأكوان..
7 . كلام أقل وإصغاء أكثر
الإبداع هو صمت الحضور والنور.. صمت الزهور لا صمت القبور.. الإبداع يعني الإصغاء أكثر وأكثر لصوت وصمت الكون من حولنا.. لهمس الأشجار وغناء الأطيار وموسيقى الأمطار.. لصوتنا الداخلي النوراني.. هذا هو فن الصمت والإصغاء والصفاء بحب وانفتاح واستسلام دون كلام أو أحكام..
8 . المشاركة
عندما نطهر قلبنا ونفتح بصيرتنا ونسلك دربنا يمكننا أن نتشارك بالمحبة والرحمة مع أخوتنا في هذه الرحلة المقدسة المكرسة.. نتشارك معهم بالفيض الإلهي النوراني.. مشاركة من القلب إلى القلب مع كل قريب أو غريب.. لنحيا الحياة الفطرية الحقيقية بالحب ومع الحب وللحب..
9 . العطش للمزيد من الإبداع
أكثر شيئين يدمران إبداعنا هما الغرور واليأس.. فالتفاخر والتباهي يقتلان إبداعنا كذلك اليأس والإحباط يشلان ابتكارنا.. التواضع هو المفتاح لنعمق تجاربنا ونزيد معرفتنا ونكون أكثر حباً وفضولاً للمزيد والمزيد من الاختبار والابتكار ببصيرة أصفى وإصغاء أنقى وحضور أقوى..