مثلما تتجذر الأشجار بأعماق الأرض باستقرار كذلك يتجذر وعينا بالوعي الكوني الكلي الأزلي... بالضمير الإلهي النوراني الأبدي... بنور الله الواحد الخالد الماجد... والتأمل ليس سوى صلة الوصل التي تصلنا بأصلنا...
حكايتنا اليوم عن زوجين شابين سكنا داراً جديدة جميلة .. في أول يوم شاهدت الفتاة جارتها تنشر الغسيل بالهواء العليل .. نظرت الفتاة للغسيل وقالت لزوجها : هذا الغسيل...
ولدنا وخيارنا بيدنا أن نسمو ونتسامى لمستوى الرحمن أو نكبو لمستوى الحيوان... لكننا بقينا في أسفل السافلين ونسينا أننا خليفة الله في الأكوان... لأننا لا نزال نيام في أسفل مقام...
كان يا ما كان بقديم الزمان راهبان عائدان للدير بأمان.. كانا بحضرة يراقبان كل خطوة ونظرة .. حتى وصلا لنهر سريع الجريان.. لم يجدا أي مركب ليعبرا النهر بسلام...
تحول التأمل إلى موضة العصر و أصبح هنالك آلاف الطرق التي تنتشر يوما بعد يوم ولكن التأمّل هو شيء بسيط جدّاً… هو اللحظة التي تعيشها بوعي ومع نفْسِك – هذه كل...
يعيش الانسان في عصر من الظلام.. كل يوم تشرق الشمس في الخارج لتذكرنا بشمسنا الداخلية ولكن قلما يلاحظ أحد ذلك.. عندما تشرق الشمس داخلنا سيستيقظ وعي المسيح.. وعي إنسان مستنير.....
عندما نتعلم من أغنيات الطيور ورقصات الزهور وهمسات العطور سنتفاجأ أن الوجود بأسره ليس سوى رقصة نور تدور بشعر وشاعرية وشفافية… لكن بالسؤال والجدال عن معنى ومغزى الحياة تصبح الحياة...
لا يمكن أن نثبت بالفكر وجود الله من عدم وجوده.. لكن يمكن للإنسان أن يتأكد من وجود الله عندما ينمو إدراكه ووعيه عندها لن يتأكد فقط من ذلك بل وسيختبر...
اعتاد أجدادنا أن ينهوا صلاتهم بالدعاء لله أن يخرجهم من الظلمات إلى النور.. من الكذبة إلى الحقيقة.. من الوهم إلى العلم.. من الفناء إلى البقاء… وهو دعاء جميل فضيل… لكن...
المعلم الحقيقي لا يعلم الفلسفة وطريقة الكلام المعسول.. لا يدور في الافكار بل يقدم الحلول لمشاهدتها والخروج منها وبذلك تتسنى لنا الفرصة لاختبار عالمنا الداخلي وجوهر وجودنا وحياتنا دون أفكار...